إلى كل قلبٍ مجروح، هذه الكلمات لك. خاطرة تأخذك في رحلة من عمق الحزن ودموع الفراق، لتصل بك إلى شاطئ الأمل والقوة الداخلية. اكتشف كيف تنهض من جديد.
للشجن في النفسِ منازلُ لا تُرى،
هو ريحٌ خفيّة تسري في العروق،
لا تُدرَك إلا في شحوبِ الوجه،
وتلعثمِ اللسان،
وشرودِ العين التي ترى طيف الحبيب في كل ما لا تراه.
هو منطقُ الفوضى حين يستولي على الفؤاد،
فتتقلب صفحات العمر بين ذكرى وأمنية،
ويضيع العقلُ في متاهة الشعور.
ويهطل الليل على أرصفة المدينة كالمطر،
يغسلها بالحنين والوحشة.
أبحث عن وجهك في انعكاسات المصابيح
على الأسفلت المبلل،
وفي أنين الريح الباردة التي تعضُّ عظامي.
كل قطرة هي اسمك،
وكل صوتٍ هو صدى لغيابك،
ولا شيء حولي إلا هذا الفراغ الذي كان ذات يومٍ يسمى العالم.
يبيعوننا قصائد الحب في سوق الكلام،
ويعلّقون لافتة "الجنة" على بوابة المنفى.
يسقوننا كأساً من الوهم
كي لا نرى أن الوطنَ يُسرَقُ من تحت أقدامنا،
وأن الأغنية التي نرقص عليها ليست سوى لحن جنازة بطيء،
عزفته أصابع الخيبة.
لكنني
ما زلتُ أتحسس عطرك على وسادتي،
وأخبئ وجهي في الفراغ الذي تركتَه بجانبي.
أصابعي ترتجف كلما حاولتُ أن أكتب اسماً غير اسمك،
وشفتاي ما زالتا تحفظان حرارة قبلتِك الأخيرة.
كيف أقتلعك مني وقد نحتَّ تفاصيلك في كل أنوثتي؟
إنهم لا يعرفون أنك لستَ ذاكرة، بل أنتَ أنا... في غيابك.
ولكن مهلاً!
أيُهزَمُ قلبٌ صقلته الليالي بسيوفها؟
هذا الحزن ما هو إلا غبار معركة،
ستكنسه ريحُ صبري. وتلك الدموع،
سأصنع منها لآلئ في تاج كبريائي.
إذا كان الأمس قد مضى بجراحه،
فإنني سأبني من حجارة أنقاضه قصراً.
فلستُ ممن يبكي على طللٍ،
بل ممن ينجبُ من رحم العتمةِ فجراً.
سيُبصر الأعمى أملي،
وسيسمع الأصمُّ صرخة نهوضي.
No comments:
Post a Comment