Thursday, July 3, 2025

الحَوَل: مشكلة شائعة بين الأطفال تستوجب التدخل المبكر

 الحَوَل: مشكلة شائعة بين الأطفال تستوجب التدخل المبكر

يُعرَّف الحَوَل بأنه اختلال في وضع العينين بحيث لا تتجهان في نفس الاتجاه في الوقت نفسه. وقد يظهر هذا الانحراف باتجاه الداخل (حول أنسي)، أو الخارج (حول وحشي)، وفي بعض الحالات النادرة قد يكون إلى الأعلى أو الأسفل.
ويُعَد الحَوَل من أكثر اضطرابات العين شيوعًا لدى الأطفال، إذ تُقدَّر نسبته بنحو 5% من الأطفال. ورغم هذه النسبة اللافتة، لا يزال هناك اعتقادٌ شائعٌ وخاطئ بأن الحول مرحلة مؤقتة في الطفولة تزول تلقائيًا مع مرور الوقت، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تأخر تشخيص الحالة وعلاجها، وهو ما يُعَد عاملاً خطيرًا قد يفضي إلى ضعف بصري دائم في إحدى العينين، يعرف طبيًا باسم "الكسل الوظيفي".



أسباب الحَوَل عند الأطفال:

  • خلقية: تظهر خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل دون وجود سبب واضح في بعض الحالات.

  • عيوب انكسارية: مثل طول النظر (الأكثر شيوعًا)، أو قصر النظر، وهي اضطرابات تؤثر على تركيز الصورة داخل العين، ما يدفع العين إلى الانحراف للتعويض البصري.

  • ضعف الرؤية في إحدى العينين: نتيجة لعوامل مثل عتامة القرنية أو العدسة، أو أمراض الشبكية، أو نزيف الجسم الزجاجي.

  • اضطراب في الأعصاب المسؤولة عن حركة العين: وقد يكون خلقيًا أو نتيجة لأورام في الدماغ أو التهابات تؤثر على الأعصاب الحركية للعين.

  • أمراض جهازية أو متلازمات خلقية: قد يترافق الحول مع اضطرابات جينية أو عصبية تؤثر في حركة العينين.





أنواع الحَوَل:

  1. حول أنسي (Esotropia): حيث تنحرف إحدى العينين إلى الداخل.

  2. حول وحشي (Exotropia): حيث تنحرف العين للخارج.

  3. حول شللي (Paralytic Strabismus): ويتميز بضعف أو شلل في حركة العين في اتجاه معين، حسب العصب المتأثر.




متى يجب زيارة الطبيب؟

عند ملاحظة أي انحراف في العين أو شك في وجود الحول، يُوصى بعرض الطفل فورًا على طبيب عيون متخصص لتقييم الحالة بدقة. فبعض أمراض العيون الخطيرة مثل أورام الشبكية أو أورام الدماغ قد تظهر على شكل حول كعرض مبكر.
وفي حال استبعاد الأمراض الخطرة، يُعنى الطبيب بتحديد نوع الحول وأسبابه، ثم يبدأ بخطة علاجية تهدف إلى تصحيح الانحراف ومنع تطور الكسل الوظيفي، والذي يُعد غير قابل للعلاج إذا ما تجاوز الطفل سن السابعة.





طرق العلاج:

  • النظارات الطبية: تُعد الخيار الأول في حالات العيوب الانكسارية، حيث تسهم في تصحيح الانحراف وتحسين وضوح الرؤية.

  • علاج الكسل الوظيفي: ويكون من خلال تغطية العين السليمة لتحفيز العين الضعيفة على العمل، ويكون فعالاً فقط قبل بلوغ سن السابعة.

  • التدخل الجراحي: يُوصى به في حال عدم الاستجابة للعلاج البصري أو عند وجود شلل عضلي، ويهدف إلى تعديل وضع العضلات المسؤولة عن حركة العين.

  • الالتزام العلاجي: يمثل تعاون الوالدين والتزامهم بتوصيات الطبيب حجر الأساس في نجاح العلاج، لاسيما خلال السنوات الحرجة من نمو الطفل.





الحول عند الكبار:

قد يظهر الحول في سن البلوغ أو بعده، نتيجة لأسباب متعددة، أبرزها:

  • أمراض الأوعية الدموية: كداء السكري وارتفاع ضغط الدم.

  • إصابات الدماغ أو الرأس: نتيجة حوادث السير أو السقوط.

  • ارتفاع الضغط داخل الجمجمة: وقد ينتج عن تناول بعض الأدوية مثل حبوب منع الحمل أو الكورتيزون أو فيتامين A بجرعات عالية.

  • اضطرابات الغدد الصماء: مثل فرط نشاط الغدة الدرقية.

  • أمراض عصبية: مثل التصلب اللويحي.

  • أسباب نادرة: منها توسع في الأوعية الدموية داخل الدماغ قد يضغط على الأعصاب الحركية للعين، مؤدياً لظهور الحول بشكل مفاجئ.




كلمة أخيرة:

يبقى الكشف المبكر والتدخل العلاجي الفوري هما الركيزة الأساس للوقاية من المضاعفات الدائمة للحول، وخاصة الكسل الوظيفي. وكلما كان التشخيص والعلاج في عمر مبكر، كانت فرص الشفاء أعلى والنتائج أفضل.
ويجب أن يدرك الأهل أن الحول ليس "حالة تجميلية" بل هو خلل بصري وظيفي قد يُحدث تأثيرًا دائمًا على حياة الطفل ما لم يُعالج في الوقت المناسب.




No comments:

Post a Comment

بماذا تشتهر الصين في الأكل؟ دليلك إلى أشهر الأطباق الصينية التقليدية

بماذا تشتهر الصين في الأكل؟ أشهر الأطباق الصينية التقليدية بماذا تشتهر الصين في الأكل؟ أشهر الأطباق الصينية...