بين الألم والأمل: رحلة القلب الممزق

بين الألم والأمل: رحلة القلب الممزق

بين الألم والأمل: رحلة القلب الممزق

وجه بلا ملامح، كأنه مرآة محطمة لا تعكس سوى فراغها، جلده مخلوع من دفء الحياة، ومعدته خاوية كصحراء يائسة من المطر. عيونه الذابلة تحمل عبء السقم والشدة، تتحدث بلغة الصمت عن ألمٍ عميق ينهش الروح، لا يُرى ولا يُسمع سوى صدى جرحٍ متكرر، يتقتهر على حدود الذاكرة.

ينحني الألم في ركنٍ مظلم من الوجدان، حيث تتآكل الأوقات بهدوء، والقلق يزحف كزاحف بطيء، يختبئ في زوايا الروح ويتقوقى خلف الحواجز. هناك، حيث يلتقي الهدم بالخذلان، تتراجع الآفاق وتتضائل، وكأن الحياة تتهرب من أنفاسه الأخيرة، تاركة فراغًا قاتمًا يبتلع كل ألوان الأمل.

لكن وسط ذلك السواد، يظهر ثقب صغير في الظلام، ضوء خافت ينفذ كخيط رفيع من نور، يغزل الشمس في سماء قلبٍ مترقّب. نورٌ يتزاحم مع بقايا الأحزان، يتزاوج مع ترادف الأمل والحب، ليخلق نسيجًا رقيقًا من الحياة الجديدة التي ترفض الانطفاء.

يتسلل الأمل، رغم كل الجراح، كنسمة رقيقة تحمل وعد البدايات، تلامس زوايا القلب المهجور، تحثّه على النهوض، على استعادة الحلم والابتسامة. فحتى في أعمق ظلمات الألم، يبقى الأمل هو الشعاع الذي يرشد الطريق، ويمنح الحياة معنى يستحق أن تُعاش.

وفي النهاية، أركن إلى ذلك الضوء، فأجد في غزل الشمس، وفي ضوء الأمل، دفء الحياة يشرق من جديد، ينبض بكل الحب، ويعيد البناء من تحت ركام الألم.

Comments

Popular posts from this blog

أسئلة وأجوبة التربية الإسلامية للصف السادس الابتدائي | الامتحانات الوزارية السابقة مع الحلول النموذجية

مشاعر غامضة