في مقهى الخزعبلات-بقلمي
في مقهى الخزعبلات
جلستُ في ركنٍ بعيدٍ من مقهى
ينضحُ بالكذب… تُقدّم فيه الفناجين مع رشةٍ من الخداع،
ويُقرأ فيه على الأرصفة فنجان الشرود،
كأنّ الأرواح هنا لا تشرب القهوة… بل تشرب بعضها!

في الزاوية الأخرى…
زمجرة الأحاديث تصطكُّ كأبوابٍ صدئة،
ضحكاتٌ لا تُشبه الضحك,
خزعبلات تتقافز من بين الشفاه كجرذان الهذيان.

أما أنا،
فقد كنتُ روحًا تجلس بجسدٍ غريب،
أراقبُ اصطكاك الأكواب،
أسمعُ صوتًا بداخلي يسأل:
"هل هذا العالم مسرحيّة سيئة،
أم أنّني وصلتُ متأخرًا عن مشهدي؟"

وراقبتُ النادل،
كان يوزّع فناجين اللاشيء,
ويمسح الطاولة من أثر الأسئلة,
كأنّه اعتاد على أرواحٍ تترك ظلّها ولا تعود.
وفي الزاوية ذاتها…
كنتُ أحدّق في وجهي المنعكس من قاع الفنجان،
أبحث عنّي،
فلم أجد سوى بقايا روح نُكِسَتْ رايتها،
تائهةٍ بين الشرود وحنينٍ لم يُولد بعد...

بقلم أكرم الياسري
Comments
Post a Comment