اعراض مُراهَقَة

 

كانّ يستمع لطارق العربي طرقان
ولِـ رشا رزق
ويطرب ويتراقص ويمد اذرعه
ويدور في اركان غرفته فرحا

ويردد معه اغتية "جراند دايزر"
ويتلهف لها ويردد معها "كونان المحقق الصغير"

تحول رهيب
استطاع ان يقفز الحائط
ويتسلق طابوق غرفته
ليعلو سطحها

ويرى عالماً آخر

اصبح يستمع " كان يا ما كان"
ويردد مع " سواح ولا داري بحالي"

لم يبلغ الحُلم بعد

كان هو وصبية من المحلة
ابسطتهم السحرية دراجاتهم الهوائية الصدئة

يركنون بجان النهر
ذلك النهر الذي يشق المدينة لنصفين
يقهقهون كصبية
ويمرحون
يرمون المارة بانوية التمر الذي يتلذذون بطعمه
مما جادت به مدينتهم من نعم

رمى نواة
احس بها لم تسقط
انما سمت وارتفعت الى القمر

دعك عينه
لم يصدق
ازداد خفق القلب
وتشنجت البطن منه
ارتعشت يداه الصغيراتان
ويبُسَ ريقُهْ
اعتراه السكون
بينما الصبية يتراقصون على ضفاف الفرات

ركن الى الهدوء
وازدادت سخونة وجنتيه
هرع الى دراجته

عندما اجتازه القمر
ليلتف من الصوب الاخر للشارع
وضع دراجته على حائط بناية البريد

وتمشى رويدا صوبها
وهي تمشي رويدا صوبه متخذة طريقها الروتيني
حتى تخالف مسيرهما





احس برقبته تؤلمه
ورمقته هي بنظرات حادة واستمرت
واستمر هو الى ان ارتطم وجهه بعمود

ذهب راكضا
ارتفع على السلم كانه يطير
التحف لحافه
غطى راسه
ووه يشع الحرارة كمدفئة نفطية

نعم
انه يسير حثيثا بعمره لصوب المراهقة



من مذكرات ما قبل المراهقة
مع بعض التعديلات على المفردات
والاسلوب
كتبت في (1992)

Comments

Popular posts from this blog

أسئلة وأجوبة التربية الإسلامية للصف السادس الابتدائي | الامتحانات الوزارية السابقة مع الحلول النموذجية

مشاعر غامضة