وجع الغياب في القلب

 الغياب في أضلعي

ندبةٌ تُوشِكُ أن تُنطق، ووجعٌ يتّخذ المضجع مزارًا.

أما آنَ للمسافةِ أنْ تشهق؟
أما آنَ للبعيدِ أنْ يُقْسِمَ بقربي؟
فقد تهاوتْ بي الليالي كعكّازٍ خذلته الأرض،
وأبقتني السُّرى على هيئةِ ظلٍّ يتناقص كلما اشتدّت شمسُ الغياب.

يا مَن تسلّلَ من أيامي خِلسة،

أتُراك تعلم كيف يُمزّقُ الهجرُ أعصابَ القلب؟
كأنه السهمُ حين يستقرُّ في الخاصرة…
لا يُخرَج، ولا يُنسى.

ما عدتُ أرجو الدواء،

ولا يُغريني الرُّقاد،
فالحنينُ كشظايا الزجاج في الجفن،
كلّما أغمضتُ عيني لأراك… نزفت.

لقد لامسني الشوقُ بيده الجمرية،

وصار وجهي خريطةً للانتظار،
تسكنه الرمال ولا ظلّ فيه لنخلة،
ولا طيفَ عابرٍ يُطفئ الغليان.

فيا ساعةَ الغروب،

أنتِ جرحي وطقسي،
فيكِ أنكفئ كما تسقطُ السيوفُ على مواضع الطعن،
وفيكِ أُسَلِّمُ الروح كمن يعترفُ في محرابِ الغياب،
أنَّهُ ما عادَ حيًّا مذ ارتحل.




Comments