العشق الممنوع

العشق الممنوع – ملحمة نثرية بأسلوب أدباء المهجر

في زاويةٍ من زوايا الذاكرة، مكسوّةٍ ببقايا بخور وأمنياتٍ مهجورة، كنتُ أجلسُ كمنفيٍّ لا ينتمي إلا لظلّه، حين مرّت هي... كأنّ المساء كلّه قرّر أن يتجسد امرأة.

لم تلتفت، ولم تتكلم. لكنّ خطواتها كانت تُحدّثني عن مدنٍ أحرقتها الحرب، وأزقّةٍ كانت تشتعل كلما عبرتُها باسمها.

كنا نلتقي خلسةً، كأننا نسرق من الوقت لحظةً لا يباركها الزمان. كنت أكتب اسمها على زجاج المقاهي المعتمة، وأخبّئه في قصيدةٍ مكسورة، فيكتبني الحنين قبل أن أكتبها.

قالوا لي: "حبّك لها خطيئة!"
فقلتُ: "وأيُّ حبٍّ ليس كذلك إن كان نقيًّا؟"

لكنها كانت متزوجة من رجلٍ لا يرى إلا صورته في المرآة، وأنا... كنت متزوجًا من الغياب، ومن وطنٍ لا يردّ على رسائلي.

كنا نسرق اللقاءات كما يسرق العصفور حبّات القمح من يد الموت، نرسم بأطراف أصابعنا خريطةً لا يعترف بها أحد، ونكتب تاريخنا بالحبر السريّ، بين ضلوع كتبٍ محظورة، تحت وسائد من قصب الحنين.

وفي ذات مساء، تواطأ الغروب معنا، وجلس على كتف المدينة ينتظرنا، لم تبتسم. لم أقل شيئًا. فقط سمعنا قرع نواقيس الرحيل.

غادرتْ إلى مدينةٍ أخرى. وأنا بقيتُ، أكتبها في كل امرأةٍ عابرة، في كل غيمةٍ شاردة، في كل رائحة قهوة تُشبه حديثها الصامت.

أحببتها…
كما يحب المطرُ نافذةً لا تُفتح،
كما يعشق اليتيم حضنًا لا يعرفه،
كما يبكي الوطن على مهاجرٍ لا يعود.

هي الآن ذاكرة، وأنا ظلّ، والعشق الممنوع صار إنجيل غربتي، أفتحه كل مساء، وأبكي على صفحاته كأنني أول من أحبّ.

✍️ بقلم: أكرم

العشق الممنوع، أدب المهجر، خواطر نثرية، حب محرم، فراق، حب مستحيل، قصص حب حزينة، عشق مستحيل، كلمات حب، نص نثري، حنين، غياب، عشق لا يكتمل، مشاعر صامتة #العشق_الممنوع #أدب_المهجر #خواطر #نصوص_أدبية #حب_مستحيل #حنين #فراق #مدونة_أدبية