لم يكن مجرّد غياب، بل انطفاءٌ مفاجئ لنجمةٍ كنتُ أظنّها لا تغيب، وجعٌ يتسلّل في هدوء،
ينهش فينا دون صوت، كأنكِ سحبتِ النبضَ من الوريد،
وتركتِ الجسد واقفًا، حيًّا بلا حياة. ألمُ الروحِ لا يُرى، لكنه يُشهر سيفه في صمت، يوقظ الدمع من عتمته، ويحوّل الذاكرة إلى ساحة نحيب. فلا ترحلي... إن رحل الجسد،
فلتبقَ الروح عالقة في تفاصيل اللقاء، في صوتكِ، في ظلكِ،
في أطراف الحنين التي زرعتِها في داخلي. بألمي—لا بقلمي— أكتبكِ، فأنا لست كاتبًا ماهرًا، بل عاشقٌ انهزم، ووجد في الكتابة وسادةً للوجع،
لا منصةً للتجمّل. قولي: كيف أُطفئ في قلبي وهجكِ، وأنتِ كنتِ النور والظلّ والنبض معًا؟ قولي: كيف يُشفى من أحبّ حقًّا؟ كيف يُشفى من اعتاد الحياة بكِ،
لا قربكِ فقط؟ فلا تكتبي النهاية... دعي الحرف الأخير معلّقًا بيننا، كأملٍ أخير...