رائحة اللوز المر

هناك
خلف الباب الذي تفوح من جنبات ما ورائه
رائحة اللوز المر

لا مناص من طعم الالم المستمر

حيث اجثو على سريري الضيق في ركن غرفتي المتشربة
بالوان الالم

حجرتي التي تختنق بالالوان المتنافرة

ذات المصباح المغلف بورق من اللون الاحمر

البالية الاثاث المخلعة القوائم

غرفتي التي تقع في حيٍّ للعبيد

رغم هوسي بابنية المدينة المترفة
والتي لا احد قد اطلع عليها
وعد حصيات ممراتها مثلي قبلاً


اخرج بين يوم ويوم

تمر علي الذكريات
كريح الامس حيث لاتاثير يذكر لها


هناك حيث ان كل قديم وجديد
يبدو بائسا وقد هُجِرْ

صدفةً رايتها تطرق ممرات المستشفى
بكعبيها
حيث توَسِمُ الموزائيك بمسيرها المستقيم

وبقوامها الممشوق


نظرت اليها بحواسي الخمسة

وجهي بوجهها

لكي اثبتها في ذاكرتي

فتقدمت الي رويدا

وانا اتكيء على صولجاني المحني

وكاني معهما ركنت على هامش الزمن

عشقتها عشق مجنون يعشق تمزيق اثوابه


اجتذبت سماعتيها من حول رقبتها البلورية

اشارت ان استلقي الى السرير

وضعت السماعه فجفل وجهها وشحب نظرها

من ثم قالت انهظ

واستدارت خارجة من الغرفة المقيتة

فعندما تركتني حينها

كان شعوري كاني لست من اهل هذه الدنيا

اصبحت كغبار طباشير غير مرئي
يتطاير مع هبوب سموم الصيف الحارقة

اصبحت كريح شتاء مجنون يخلع عن البيوت اسقفها الخشبية المترادية

كمستنقع عفن


كمطر فجائي يكتسح المزاريب
ليغطي شوارع الحي بالمياه
ذات الروائح النتنة


عندما وقفتي امامي

هل تخيلتني معتوها ما ضلَّ الطريق

اذهبي بعيدا واعلمي

انَّ نبضات قلبي

تخفت كما يخفت صوت كعبيك عندما تبتعدين

هل على المرء ان " يموت مع كل اشيائه"

ابتعدي بمشيتك الائيلية الرشيقة

فان قلبي معك

بقلمي
أكرم الياسري

Comments

Popular posts from this blog

أسئلة وأجوبة التربية الإسلامية للصف السادس الابتدائي | الامتحانات الوزارية السابقة مع الحلول النموذجية

مشاعر غامضة